العنف ضد المرأة - الاسباب و الحلول و العقوبات و جمعيات مغربية للدفاع عن حقوق المرأة |
مفهوم العنف ضد المراة :
العنف ضد المرأة هو مفهوم شامل اجميع الأفعال والسلوكيات ضد المرأة بسبب جنسها أو نوعها الاجتماعي، مما يخلق لها أذى أو ضرر مادي أو معنوي.
و يمكن تصنيف العنف ضد المرأة إلى عدة أشكال، نذكر منها العنف الجسدي، العنف النفسي، العنف الجنسي، العنف الاقتصادي، العنف الثقافي، العنف الرقمي، و العنف في العلاقات الزوجية و الاسرية، وغيرها.
كما يشمل العنف ضد النساء بعض الأفعال كالتحرش الجنسي، الاغتصاب، الضرب، الإهانة اللفظية، و تحديد الأدوار الاجتماعية بناءً على الجنس و النوع.
و الهدف من تسليط الضوء على العنف ضد النساء هو إثارة هاته القضية و تعزيز الوعي بأهميتها لضمان الحماية و المساعدة للضحايا، والعمل على إنهاء هاته الظاهرة .
الاسباب التي تؤدي الى العنف ضد المرأة :
تتعدد الأسباب التي تؤدي إلى العنف ضد النساء، لكن النتيجة واحدة و هي امرأة معنفة، و إليكم تسعة أسباب العنف ضد المرأة :
- التمييز الجنسي أو التحيز النوعي : القوالب النمطية الاجتماعية والثقافية التي تضع المرأة في مرتبة أدنى من الرجل و بالتالي تعزيز فرص وقوع العنف.
- الثقافة العنيفة و السيطرة : بعض التقاليد تخلق ثقافة تميل إلى تعزيز السلوك العنيف كنوع من التربية و تعزز الذكورية على حساب الجنس الاخر أي المرأة.
- عدم المساواة في العلاقات الزوجية : السيطرة المفرطة من قبل الشريك الذكوري من دون وجه حق و خارج عن الفطرة السليمة .
- الضغوط الاقتصادية : الضغط الاقتصادي كالحرمان من حق العمل و التوظيف يمكن أن يزيد الفقر و خلق التوتر والصراع داخل الأسرة.
- المشاكل النفسية و الصحية : بعض الأمراض النفسية أو الاضطرابات الصحية كالامراض المزمنة و الإعاقة يمكن أن يزيد من احتمالية و قوع العنف ضد المرأة.
- التحرش الجنسي : بعض السلوكيات التي تنمو في المحتمع تخلق التحرش الجنسي الذي يكون مؤشر قوي للعنف الجنسي و الجسدي .
- الإعلام السلبي : الإعلام السلبي حول النساء يؤثر بشكل كبير على نمط التفكير و يزيد من احتمالية العنف ضد النساء .
- قلة التوعية و التثقيف : عدم وعي المجتمع بأضرار و خطورة العنف ضد المرأة يساهم بشكل كبير في استمراره.
- عدم وجود قوانين صارمة : القوانين الضعيفة أو عدم تفعيلها في الواقع المعاش يشجع على العنف و إستمراره .
ان سكوت المجتمع للتعامل مع هذه الأسباب و التوعية بتغيير بعض الثقافات و الممارسات الاجتماعية لتحقيق مجتمعات آمنة و منصفة للجميع، لأمر محزن للغاية و يمكن أن تختلف الأسباب من حالة إلى أخرى و من مجتمع لآخر .
ما هو التصرف السليم في حالة العنف ضد المرأة :
التصرف السليم في حالة رصد العنف ضد المرأة هو التعامل و التصرف الذي يحمي المرأة من العنف و يساعدها على الحصول على الدعم والمساعدة التي تحتاجها.
وفيما يلي بعض النصائح للتصرف السليم في حالة رصد العنف ضد المرأة:
- التأكد من سلامة المرأة : في حالة معاينة خطر على حياة أو سلامة المرأة، يجب على الشخص المتدخل اتخاذ بعض الخطوات لحمايتها، كإبعادها عن المعتدي أو طلب المساعدة من الشرطة أو الجهات المختصة.
- الاستماع إلى المرأة: يجب على الشخص المتدخل تهدئة المرأة الاستماع إليها باهتمام وصدق، دون الحكم عليها أو إلقاء اللوم عليها.
- تقديم الدعم النفسي للمرأة: يجب على الشخص المتدخل تقديم الدعم النفسي للمرأة، كمساعدتها في التعبير عن مشاعرها و تخفيف التوتر عنها .
- التوجيه و الارشاد : ارشاد الشخص المتدخل للمرأة المعنفة للحصول على المساعدة المتخصصة، كالعلاح النفسي أو القانوني .
لا تنسو أن العنف ضد المرأة جريمة خطيرة يعاقب عليها القانون و المرأة لها الحق في العيش الكريم في أمن و أمان.
إحصائيات حول العنف ضد المرأة في المغرب :
وفقًا لتقارير صادرة عن وزارة التضامن و الادماج الاجتماعي و الاسرة في المغرب، فإن أكثر من نصف النساء يتعرضن للعنف، بنسبة بلغت 54.4 بالمئة، وتسجل أعلى النسب وسط النساء المتزوجات، بحسب المصدر ذاته.
إحصائيات حول العنف ضد المرأة في المغرب:
في عام 2022، سجلت النيابة العامة المغربية 23 ألفًا و879 قضية عنف ضد المرأة، بزيادة قدرها 4.5% عن العام السابق، و شملت الاحصائيات ما يلي .
- العنف الجسدي 13.3%.
- العنف النفسي 49.1%.
- العنف الجنسي 14.0%.
- العنف الاقتصادي 15.1%.
- النساء المتزوجات تعرضن للعنف بنسبة أعلى من النساء غير المتزوجات، بنسبة 61.4%، مقارنة بـ 45.6% لغير المتزوجات.
- النساء في المناطق الريفية تعرضن للعنف بنسبة 57.8% مقارنة بـ 52.2% للنساء في المناطق الحضرية.
و تبقى هاته النسب قابلة الارتفاع و التزايد في ظل الجهل بحقوق المرأة و عدم التوعية و برود الجهات المسؤولة.
جمعيات حقوق المرأة :
هناك العديد من الجمعيات في المغرب التي تعمل على مكافحة العنف ضد المرأة و الدفاع عنها و تعزيز حقوقهن، من أبرزها:
- جمعية نساء ضد العنف : جمعية غير حكومية تأسست عام 1997، وتعمل على مساعدة النساء المعنفات و التوعية حول العنف ضد المرأة.
- جمعية رائدات : وهي جمعية غير حكومية تأسست عام 2002، وتعمل على الدفاع على حقوق المرأة، و حمايتها من العنف.
- جمعية أصوات نسائية: وهي جمعية غير حكومية تأسست عام 2004، وتعمل على تعزيز المساواة بين الجنسين ومكافحة العنف ضد المرأة.
- جمعية أمان: وهي جمعية غير حكومية تأسست عام 2007، و تعمل على حماية النساء المعنفات و توفير الدعم لهن.
- جمعية إنصاف : هي جمعية مغربية و منظمة غير هاذفة للربح، هذفها الدفاع عن حقوق المرأة و حقوق الطفل، لها باع طويل في الدفاع و مساعدة الامهات العازبات و أطفالهن.
- الجمعية النسائية لمناهضة العنف ضد المرأة والطفل (AFLCVF) : تعمل الجمعية على تعزيز الحقوق والمصالح الاستراتيجية للمرأة و ضمان كرامتها.
- جمعيات مغربية للدفاع عن حقوق المرأة: اضغط على الجملة الزرقاء
وتقدم هذه الجمعيات مجموعة متنوعة من الخدمات للنساء المعنفات، منها:
- الإنصات والدعم النفسي.
- المأوى والدعم المادي.
- المساعدة القانونية .
- نشر الوعي حول العنف ضد المرأة.
- الضغط على الحكومة المغربية لاتخاذ إجراءات أكثر فعالية لمكافحة العنف ضد المرأة.
عقوبة العنف ضد المرأة في المغرب :
يعاقب القانون المغربي على العنف ضد المرأة بعقوبات صارمة، حيث ينص قانون محاربة العنف ضد المرأة لسنة 2018 على مجموعة من العقوبات التي تشمل السجن و الغرامة، حسب نوع العنف المرتكب في حق المرأة المعنفة.
وفيما يلي بعض العقوبات التي ينص عليها القانون المغربي:
- العنف الجسدي: يعاقب الجاني بالحبس من ستة أشهر إلى ثلاث سنوات وغرامة من 2.000 إلى 20.000 درهم.
- العنف النفسي: يعاقب الجاني بالحبس من سنة واحدة إلى خمس سنوات وغرامة من 5.000 إلى 50.000 درهم.
- العنف الجنسي: يعاقب بالسجن من عشر إلى عشرين سنة، في الحالة المنصوص عليها في الفقرة الأولى من الفصل 436 من هذا القانون.
- السجن من عشرين إلى ثلاثين سنة، في الحالة المنصوص عليها في الفقرة الثانية من الفصل 436 من هذا القانون.
- العنف الاقتصادي: يعاقب بالحبس من سنة واحدة إلى خمس سنوات وغرامة من 5.000 إلى 50.000 درهم.
و ينص القانون المغربي أيضًا إضافة إلى العقوبات الجنائية، على مجموعة من التدابير الوقائية و الاجراءات لحماية النساء المعنفات، و هي كالاتي :
- إصدار أمر الحماية : يصدر قاضي التحقيق في حالة وجود خطر على حياة المرأة المعنفة أو على سلامتها، أمرًا مؤقتًا بحمايتها من العنف.
- المنع من الاتصال بالضحية أو التعرض إليها : يصدر قاضي التحقيق قرارًا بمنع المعتدي من الاتصال بالضحية أو الاقتراب منها أو التواصل معها بأي وسيلة.
- الأمر بإجراء فحص طبي: يصدر قاضي التحقيق أمرًا بإجراء فحص طبي للمرأة المعنفة، وذلك لتحديد الأضرار التي لحقتها.
وتهدف هذه التدابير و الإجراءات إلى حماية النساء من العنف وتوفير الدعم لهن بعد تقديمها شكوى قضائية.
المصادر : https://adala.justice.gov.ma/