زائرة منتصف الليل الجزأ الثاني القصة الأكثر مشاهدة
كل اجزاء قصة زائرة منتصف الليل تجدونها على مدونة جمعياتنا، نقوم بتنزيل كل جزء بشكل تدريجي ، و ستجدون رابط الجزأ الموالي فور إنزاله في الاسفل.
زائرة منتصف الليل الجزأ الثاني
لم تكن مريم تستطيع تحريك جسدها، سيطرت الرعب على كل خلايا جسدها، وأصبحت مشدودة ومتجمدة على الأرض. كانت تحاول أن تصرخ بصوت عالٍ لكن لم تتمكن من إصدار أي صوت. نظرت الفتاة الشاحبة إلى مريم بعيون مليئة بالكراهية والانتقام.
ثم بدأت الفتاة الشاحبة تقترب ببطء من مريم، خطوة بخطوة. كل خطوة تجعل قلب مريم ينبض بسرعة، وتألقت على جبينها قطرات من العرق البارد. وفي غضون لحظات، كانت الفتاة أمامها، محاولةً توجيه نظراتها المرعبة لمريم.
وبينما كانت تحاول مريم استجماع الشجاعة والهرب شعرت بأحد الأيدي الباردة تلامس وجهها. كانت الفتاة الشبح تحاول دخول جسد مريم وتحس ببرودة بين أطراف أصابعها وتحس بأنها تتصاعد كأنها تريد أن تتوسط بين السماء والأرض. دنت فتاة الشبح بجسدها الشاحب من مريم و رائحة القبر تخرج من فمها.
وفي اللحظة التي تواجدت فيها الفتاة الشاحبة بجوارها، شعرت مريم بحركة غامضة تنتشر في جسدها. شعرت بقوة خفية تسحب روحها ببطء من جسدها وتجذبها نحو العالم الآخر. كان جسدها مثل القشة التي تطفو على سطح الماء.
بينما انغمست روح مريم في عالم المجهول، شاهدت رؤى غريبة تمر بسرعة أمام عينيها. رأت الأرواح المعذبة والأشباح الجائعة للانتقام، وظلامًا عميقًا لا ينتهي. وفجأة، عادت روحها إلى جسدها بقوة، مما جعلها تستعيد وعيها وقوتها.
عندما عادت مريم إلى الوعي، وجدت نفسها تستلقي على الأرض في غرفتها المظلمة. كانت تنظر إلى سقف الغرفة متسائلة إن كانت تلك التجربة حقيقية أم مجرد حلم مرعب. رأت الطلسم الذي كانت تحتفظ به في يدها، وتذكرت مخطوط السحر الذي أعطاها إياه العراف العجوز.
تنظر مريم إلى الطلسم وتتساءل إن كانت قد فتحت الممر وجلبت الأشباح إلى العالم الحقيقي. ترتجف تلك الأفكار في عقلها، وتبدأ في تشعر بالندم العميق. استدرجها فضولها وشهوتها للغموض والممنوع، وقد دخلت تلك العالم المظلم دون أن تفهم عواقب أفعالها.
تخيلت ما لو أنها لم تستجب لإغراءات العراف العجوز، ولم تكن تحمل طلسمًا غامضًا في يديها. ربما كان كل شيء سيبقى كما هو عليه، وهي ستواصل حياتها العادية بعيدًا عن الأشباح والسحر.
وبينما كانت مريم تندم على أفعالها، شعرت بوجود حضور غريب يلفها من جميع الجهات. نظرت حولها وشاهدت أن الغرفة امتلأت بالأشباح. كانت تحيط بهم من كل جانب، وكأنها محاصرة في عالم لا يمكنها الهروب منه.
تتعالى أصوات الأشباح من حولها، وتبدأ في الصراخ والنواح بصوت مزعج ومخيف. كانت تخشى أن يقتلع صراخها قلبها الصغير الضعيف. وبينما كانت تحاول الصراخ عن آخر قواها، تظهر قوة خفية تتحكم في جسدها وتكبح صوتها.
تجد نفسها مرة أخرى متجمدة وغير قادرة على التحرك، تشعر بقوة خارقة محبوسة بداخلها. الأشباح تواصل الصراخ والنواح في آذانها المنهكة. انعدمت لديها أي أمل في الهروب، وتشعر بأنها محكومة على البقاء في هذا العالم المظلم إلى الأبد.
تتبدد أحلام مريم بالسحر والأشباح في لحظة واحدة، وتصبح عبثًا وخيالًا مرعبًا يلاحقها في كل لحظة من حياتها. أصبحت ضحية لرغبتها الشديدة في التعمق في الخفايا والغموض، ولن يكون هناك طريق للعودة من هذا العالم المظلم إلى العالم الحقيقي.
إنها رحلة زائرة منتصف الليل التي تحولت إلى كابوس مرعب للأبد.
لمتابعة القرائة اضغط هنا : زائرة منتصف الليل الجزأ الثالث
للمزيد من القصص المشوقة و الرائعة لا تنسو أننا ننشر باستمرار قصص على مدونة جمعياتنا، قصص رعب، قصص الجن، قصص واقعية، قصص درامية، قصص بوليسية ...
منقول عن الكاتبة ناديا الشهري